أقامت المرأة العربية في ألمانيا في ال٢٣ من فبراير لعام ٢٠١٩ ملتقاها الخامس في مدينة ديلمنهورست التابعة لولاية نيدرساكسن وبرعاية بلدية ديلمنهورست وبدعم مالي ولوجيستي من منظمة Demokratie leben و ال Diakonie.
وكان الملتٍقى في تسخته الخامسة يحمل معه البهجة والألوان بعنوانه ( معاً نحو مجتمع ملون ) لتحقق المرأة العربية في ألمانيا أحد أهدافها ضمن برنامجها الذي سلط الضوء على أمور إجتماعية مهمة تحقق الإندماج للطرفين على حد سواء.
حاول الملتقى الذي جمع قرابة ال ١٥٠ سيدة مع حضور عدد لا بأس به من الألمان أن يركز على ثلاثة أعمدة :
المساواة في حق العمل ، العدل في الطرح الإعلامي خصوصاً بما يتعلق باللاجئين وكذلك على ضرورة تعليم الأطفال لغتهم االعربية والمحافظة عليها.

وكما كانت المرأة العربية من بداية مسيرتها داعمة للطاقات النسائية في كافة المجالات ، فقد زينت زاويا الملتقى مشاريع يدوية وريادية وتراثية للسيدات العربيات وكذلك بعض المرافق التعريفية لمؤسسات أهلية في ديلمنهورست مثل VHS في ديلمنهورست والتي ساهمت بالتعريف عن نفسها ودعم الملتقى.
مجريات الملتقى
بدأ الناس بالتوافد على الملتقى في حدود الساعة العاشرة صباحاً وإكتظت زاوية التسجيل بالسيدات العربيات المتحمسات واللاتي قدمن من كافة أرجاء ألمانيا للمشاركة بالحدث السنوي الكبير للمرأة العربية ، وكذلك كان للأطفال مكان مريح ومنفصل للعب وإتاحة ساعات قليلة للأم بالإستمتاع بالحدث النسائي ، هذا وقد قامت مؤسستي Star for kids و.Kinderschutzbund تطوعياً برعاية الأطفال.
وقد تم إفتتاح الملتقى في تمام الساعة الحادية عشرة من قبل رئيس بلدية ديلمنهورست السيد Axel Jahnz والذي أثنى في كلمته على دور هذا الملتقى وأهميته في لم شمل النشاطات النسائية العربية الألمانية من أجل تحقيق الإندماج وكما أبدى سعادته أن تحتضن مدينة ديلمنهورست هذه الفعالية المميزة.

وبعد الإفتتاح بدأ البرنامج لملتقى المرأة العربية في ألمانيا بتقديم مميز من السيدة أمل دعسان ومن كلمات الترحيب إلى رحلة في حياة المرأة العربية في الغربة ولكن من وجهة نظر ألمانية، وقد سلطت الدكتورة علياء كيوان مؤسسة جمعية المرأة العربية في ألمانيا الضوء في كلمتها على أهم الجوانب التي تعيق تقدم المرأة في ألمانيا وتقف عائقاً في دولاب إندماجها مثل رفضها في سوق العمل بسبب الحجاب وبالتالي يتفاقم شعور التقوقع ورفضها للمجتمع المضيف لا سيما إنها لا تشعر بالمساواة، وناشدت النساء العربيات في السعي لتقوية المهارات الفردية التي لديهن وكذلك الدوام على التعلم والمعرفة ليكونوا منافسات قويات بما لديهن من مؤهلات.

ومن التشديد على أهمية دعم المرأة إلى التركيز على أهمية تعلم وإتقان الطفل العربي المغترب لغته الأم إلى جانب ضرورة تعلم اللغة الألمانية وهذا ما أكدت عليه السيدة ياسمين قنبس مؤسسة مجموعة Ad- Kid والتي تعنى بتدريس الأطفال العرب في مدينة ديلمنهورست وما حولها لغتهم وثقافتهم العربية ، وذكرت أيضا إن من حق الطفل أن يجيد التعامل مع العائلة والمجتمع وهذا يعطيه القدرة على الإندماج بشكل صحي بإستخدام اللغتين ، فإتقان اللغة الأم يساند ويدعم تعلم اللغة الألمانية أو أي لغة أخرى.

وساند كلمة السيدة ياسمين فقرة جماعية من تنظيم طاقم مُدرسات Ad- Kid وضمت قرابة ٣٠ طفل بأعمار مختلفة غنوا فيها أمام الحضور أغنية يا أطفال العالم ، والتي ركزت على لفت نظر العالم إلى احتياجات الأطفال الأساسية وحقهم في الحياة على اختلاف أجناسهم ، فكل طفل من حقه اللعب والاستمتاع بالحياة بدون أزمات وحروب ، وفي فقرة لاحقة عرض الأطفال لوحة مسرحية صامتة تناولت أحد مشاكل الأطفال بالمدراس مثل التنمر وأهمية الرقابة التعليمية على الطلاب ومحاولة علاج المشكلة من جذورها من المتنمر والضحية ، ولإن مثل هذه التصرفات لها دور كبير في عرقلة عملية الاندماج ، ناهيك عن المشاكل النفسية التي سيعاني منها الطفل جراء التنمر بسبب الشكل أو الجنس أو اللون.
أطفال AD-kids مسرحية عن التنمر
وكان للإستراحات القهوة وتناول الغذاء وقت وفير للجمهور للتعرف والاستمتاع بأرجاء المعرض والذي ضم في أجنحته زاوية للديكور للسيدة يسرى والتي أشرفت شخصياً على ديكور القاعة المميز وكان هناك زاويا للكتب العربية والتعليمية بمشاركة مكتبتي ناي مع راما بيدق ومكتبة ابن رشد ، وكان للتجميل حضوره المميز مع خبيرة التجميل ابتسام سالم ، والفن تربع في جناحه المميز وبألوان ورسومات فنية منوعة للسيدة مسرة العمر، وقد كان لزاويا الثقافة والتراث رونق مميز للتراث الفلسطيني وبمشاركة فعالة من السيدة رندا اشقر وكذلك السيدة شفاء محمد ،وقد حظي الملتقى بمشاركة للسيدة الألمانية بترا لاو بزاوية الرسم على الفخار وكان لشعار المرأة العربية في ألمانيا نصيب من أعمالها المميزة ، ومن المشاريع الريادية والخيرية كانت هناك مشاركة من مبادرة تمكين بحضور السيدة سهام شاكر والتي شرحت أهداف هذه المبادرة ودورها في دعم الباحثات الفلسطينيات في الجامعات وتوفير منح دراسية من خلال التبرع المادي وأكدت دور ذلك في إبراز أهمية المرأة المتعلمة في التغلب على عقبات الإندماج ، كما وقدمت مشكورة سحباً على قطعتي ذهب السحب يذهب فيها ريع السحب إلى التبرع ، كما كان هناك حضور لطاولات تعريفية بمدرسة الشعب ونشاطاتها في ديلمنهورست وكذلك على التعريف بمدرسة Ad- Kid وكذلك بعض المنظمات الداعمة لهذا الملتقى مثل الدياكوني وحزب الحياة الديمقراطية.
زاوية الديكور ل يسرى زاوية تمكين ل سهام شاكر مكتبة ناي – راما بيدق التراث الفلسطيني رندا أشقر مكتبة ابن رشد مشاركة لمنظمة أهلية مدرسة الشعب في ديلمنهورست الرسامة مسرة العمر الرسم على الفخار بترا لاو زاوية الدكتورة فوزية معها السيدة يسرا خبيرة التجميل إبتسام سالم التراث الفلسطيني شفاء محمد كيكة الختام
وبهذا كانت الإستراحات وسيلة للتعارف بين الحضور والمشاركين من العربيات والألمانيات ومد جسور التشبيك في العلاقات وهي من أهم الأمور التي تركز المرأة العربية في ألمانيا في لقاءتها في تثمين دور التعارف في صقل شخصية الفرد والاستفادة من خبرات وثقافة الآخر
ولم يغب عن الملتقى الجو الترفيهي الجميل بالصوت الطربي الشاب وبمشاركة من الآنسة هاجر الدعوسي من تونس وهي طالبة ماجستير في علم الاقتصاد من جامعة كالسروة، وأدت وصلات طربية مميزة للسيدة فيروز وماجدة الرومي وأعادت الجمهور إلى ذكريات الوطن بصوتها الدافئ .

واستمر ملتقى المرأة العربية يضفي ألوان أهدافه ، متبنياً قوة بالمواضيع المطروحة ، فدخل بوابة الإعلام من خلال الدكتورة فوزية الجوهري وهي مختصة في الإعلام وتفاعلت مع الجمهور لينقل مشاعره اتجاه الإعلام الألماني والذي فقد البعض ثقتهم بمحتواه لانهم يجدون في بعض أخباره تحريضا على العنصرية وكراهية الآخر بسبب عدم الدقة في نقل الحدث أو التغافل عن نقله بحقائقه ، وخصوصا في موضوع الإرهاب الذي يسقطه المجتمع دوماً على الإسلام وهو دين السلام بينما يناقض الإعلام الألماني نفسه في حال كان العمل بفعل شخص ألماني فهو يقدمه على إنه مريض نفسي وليس إرهابياً.

وفي نهاية الملتقي احتفل منظمي الملتقى مع الحضور بإغلاق فعالياته بالموسيقى والدبكة الشعبية وتقطيع كيكة خاصة للملتقي وسط أجواء من الفرح من تبادل الصور.
وقد حضر الملتقى أغلب طاقم المرأة العربية من مدن مختلفة وتم تكريمهم والتعريف بهم أمام الحضور لما يقومون به من جهود في سبيل الصورة النمطية عن المرأة العربية في الغرب ، كما قامت الآنسة فاطمة دعسان الطالبة من جامعة دوسيلدورف مشكورة في ترجمة أغلب الكلمات إلى اللغة الألمانية للحضور مما أضفى جو مميز بالتنقل بين اللغتين وكذلك قامت السيدة المصورة شيراز بلال مشكورة على تصوير فعاليات الملتقى بإحترافية .

وفي نهاية هذا التقرير نشكر كل سيدة ساهمت في إنجاح هذا الملتقى وإلى كل رجل ( زوج وأخ وأب ) كان داعماً للمرأة في التحضيرات التي أخذت شهوراً للوصول إلى هذا الملتقى ، فالرجال هم حاضرون بدعمهم للمرأة العربية في كافة أمور حياتها ومشاركتهم المعنوية بالدعم لملتقى نسائي هو ما أثبت نجاحه في ديلمنهورست وقبله ايسين وبون وفرانكفورت ودوسيلدورف ومازالت المسيرة مستمرة.
تقرير : د. علياء كيوان
التصوير : شيراز بلال